اسم الکتاب : الرسائل الأدبية المؤلف : الجاحظ الجزء : 1 صفحة : 199
[1- مدخل]
فصل منه: أعانك الله على سورة الغضب، وعصمك من سرف الهوى، وصرف ما أعارك من القوّة إلى حب الإنصاف، ورجّح في قلبك إيثار الأناة.
فقد استعملت في المعلّمين نوك السّفهاء، وخطل الجهلاء، ومفاحشة الأبذياء، ومجانبة سبل الحكماء، وتهكّم المقتدرين، وأمن المغترّين. ومن تعرّض للعداوة وجدها حاضرة، ولا حاجة بك إلى تكلّف ما كفيت.
[2- فضل المعلم]
فصل منه: ولولا الكتاب لاختلّت أخبار الماضين، وانقطعت آثار الغائبين. وإنّما اللسان للشاهد لك، والقلم للغائب عنك، وللماضي قبلك والغابر بعدك. فصار نفعه أعمّ، والدّواوين إليه أفقر.
والملك المقيم بالواسطة لا يدرك مصالح أطرافه وسدّ ثغوره، وتقويم سكّان مملكته، إلّا بالكتاب.
ولولا الكتاب ما تمّ تدبير، ولا استقامت الأمور. [وقد] رأينا عمود
اسم الکتاب : الرسائل الأدبية المؤلف : الجاحظ الجزء : 1 صفحة : 199